الأحد، 29 سبتمبر 2013

احد مظاهر قدرة الله عز وجل

  " خلق الناس جميعا من نفس واحدة "


قال الله تعالى " ا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًاوَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾ )) 

البيان والتفسير :

بهذا النداء يخاطب الله النس جميعا على اختلاف أزمانهم واماكنهم وألوانهم امرا بتقواه وعبادته وحده لا شريك له , ومنبها لهم أنه هو الذى خلقهم وجاء بهم الى هذا العالم بعد ان لم يكونوا فيه , ومنحهم خصائص وجودهم , واستعداداتهم ومواهبهم , والقدرة على التعامل مع هذا الكون فهو وحده الذى يدبر أمورهم وهو وحده الذى يرجعون اليه , فهو المستحق لان يعبد ويطاع ويتقى .
علل - سبحانه - الأمر بتقواه بقوله (( الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ )) وهو ادم عليه السلام فخلقكم متساوين فى الأصل و المنشأ متساوين فى النسب .

(( وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا )) حواء وفى هذا تقرير لكرامة المراة وقيمتها , فقد خلقت هى والرجل من نفس واحدة  فهما سواء لا يفترقان الا فى الاستعداد والوظيفة .

(( وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًاوَنِسَاءً ۚ  ))  انتشروا فى الارض فسكونها وعمروها وفى هذا تقرير لوحدة الجنس البشرى , وتقرير للمساواة والأخوة العامة فى الانسانية وهو معنى لم يقرره غير الاسلام , ولم يدع اليه غير القران , ولم ينفذه عن عقيدة غير المسلمين , ولم تصل اليه هذا الحضارة الحديثة القائمة على الوثنية العصبية والتفرقة العنصرية , وفوارق اللون والدم  والطبقة , ولما كانت تقوى الله هى وصيته الينا والى من كان قبلنا كما قال تعالى  (( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوااللَّهَ )) أكد سبحانه وجوب تقواه عز شأنه فقال تعالى ((  وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ )) اى اطيعوه , واحذروه , ووقروه وراقبوه , فانكم تتساءلون به , يسأل احدكم أخاه الأمر باسمه , أو يشهد الله على عقده , ليؤكده ويوثقه , فاتقوه فأنكم بخير ما اتقيتموه وعظمتموه , واتقوا الأرحام فصلوها واحذروا ان تقطعوها ,

وتقوى الأرحام تكون بالتودد والاحسان اليهم والعطف عليهم , ومعونتهم فى كل ما يحتجون اليه وعدم المساس بمشاعرهم بما يؤذيهم ويخدش كرامتهم وحياءهم .

(( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) بهذا ختم الله سبحانه الاية ليبين أنه الرقيب العليم بجميع أعمال خلقه  
واليه مصيرهم ليجازيهم على اعمالهم أن يخافوه ويسارعوا الى طاعته .

ملحوظة : معانى الكلمات  

من نفس واحدة : من شخص واحد هو ادم عليه السلام .

وخلق منها زوجها : خلق من بعضها او من جنسها حواء .

بث منهما : نشر من ادم وحواء

الارحام : جمع رحم , وهى القرابة من جهة الاب والام والمعنى اتقوا الارحام ان تقطعوها ولكن بروها وصلوها . 

وجزاكم الله خيرا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق